تاريخ قانون الجذب هو رحلة شيقة عبر آلاف السنين، من الفلسفات القديمة إلى حركة الفكر الجديد في العصر الحديث.
هذا المبدأ، الذي يؤمن بأن أفكارنا ومشاعرنا تمتلك طاقة تجذب أحداثاً وظروفاً تتوافق معها، ليس مجرد موضة عابرة بل مفهوم متجذر في تاريخ البشرية.
منذ الفراعنة والإغريق وصولاً إلى رواد التنمية الذاتية المعاصرين، استمرت فكرة أن الذهن قادر على تشكيل الواقع في التطور والانتشار، رغم الجدل المستمر حول أساسها العلمي.
دعنا نتعمق في أصوله الفلسفية وكيف أثر على حياة الناس عبر العصور.

ما هو قانون الجذب؟ ولماذا أثار كل هذا الجدل؟ #
باختصار، هو اعتقاد ينص على أن “الأفكار والمشاعر تجذب مثيلها”. ينشأ الجدل لأنه يَعِد بنتائج واسعة اعتمادًا على الذهن وحده، مما يجعله محلاً للنقاش بين مؤيد ومعارض.
-
رحلة عبر تاريخ قانون الجذب #
إن استكشاف تاريخ قانون الجذب يكشف عن مفاهيم عابرة للزمن والثقافات، والتي تشير إلى قوة العقل البشري في التأثير على الواقع.
-
البدايات القديمة: الفراعنة والإغريق #
الفراعنة: قوة الكلمة المنطوقة #
آمن الفراعنة بقوة الكلمة والفكر المركز. اعتقدوا أن الأفكار تمتلك طاقة كونية يمكن تسخيرها لتحقيق المراد.
الإغريق: الفلسفة والجاذبية غير المرئية #
استخدم فلاسفة اليونان مفاهيم تشير إلى أن العالم الذهني يمكن أن يشكل الواقع المادي، وأشاروا إلى وجود سائل غير مرئي في الجسد يستجيب لجاذبية الأفكار.
العصور الوسطى والفكر الشرقي
خلال العصور الوسطى، استمرت الأفكار المشابهة لقانون الجذب في الظهور ضمن التعاليم الروحية والفلسفية، خاصة في الشرق.
في التعاليم البوذية والمسيحية ذكرت هذه التعاليم أهمية التفكير الإيجابي وقوة الإيمان في تشكيل مصير الإنسان.
على سبيل المثال، في البوذية، يؤكد مفهوم الكارما على أن الأفعال والنوايا (بما في ذلك الأفكار) تحدد التجارب المستقبلية، وهو مبدأ يتناغم مع فكرة أن “ما نفكر فيه، نصبح عليه”.

يعتمد قانون الجذب، من ناحية فلسفية، على عقيدة وحدة الوجود، وهي أصل الفلسفة الشرقية.
هذه العقيدة تحمل الإنسان المسؤولية الكاملة عما يحدث له، مما يعكس فكرة أننا نجذب إلى حياتنا ما نركز عليه.
عصر النهضة والتأملات الفلسفية
مع بزوغ عصر النهضة، بدأت الأفكار الفلسفية تتطور بشكل أكبر، وظهرت تلميحات لمفاهيم شبيهة بقانون الجذب.
فلاسفة مثل رينيه ديكارت و كريستيان هوغنس (في القرن 17) استخدما فكرة “الدوامات” لتفسير قوة الجاذبية، في محاولة لفهم كيفية تأثير القوى غير المرئية.
بينما افترض روبرت هوك (1671) أن كل جسم يُصدر أمواجًا تؤدي إلى جذب الأجسام الأخرى، وهي فكرة Resonates مع مفهوم الطاقة الفكرية في قانون الجذب.

نشأة حركة الفكر الجديد في القرن التاسع عشر
شهد القرن التاسع عشر إحياءً كبيرًا لأفكار قانون الجذب، وظهور ما يعرف بـ “حركة الفكر الجديد” (New Thought movement) في الولايات المتحدة.
في عام 1906، أصدر ويليام ووكر أتكينسون كتابه Thought Vibration or the Law of Attraction in the World of Thought، وهو أول من صاغ المصطلح بشكل صريح، مؤكداً على أن الفكر يمتلك جاذبية.
كما استخدمت هيلينا بلافاتسكي (1877) المصطلح لوصف الطاقة القوية بين الأفكار، مما ساهم في نشر الوعي بقوة التفكير.
القرن العشرين: الانتشار والشهرة العالمية
شهد القرن العشرون اهتمامًا واسعًا بـ تاريخ قانون الجذب وكيفية تطبيقه، خاصة مع صدور كتب مؤثرة أسهمت في وصوله إلى جمهور أوسع.
كتاب نابليون هيل “فكر وازدد ثراءً” (1937) أصبح من ضمن الكتب الأكثر مبيعًا على الإطلاق، ووضح فيه أهمية الأفكار المركزة لتحقيق النجاح. كما ساهم كتاب نورمان فنسنت بيل “قوة التفكير الإيجابي” (1952) في ترسيخ هذه الفكرة في الوعي العام.
“السر”: الظاهرة العالمية #
في أوائل القرن الحادي والعشرين، أحدث فيلم وكتاب “السر” (The Secret) لروندا بايرن ضجة عالمية، حيث قدم قانون الجذب لجمهور واسع وشرح كيفية استخدامه في مختلف جوانب الحياة، من المال والصحة إلى العلاقات والسعادة.
لقد أكدت روندا بايرن في كتابها أن قانون الجذب يتحكم في طاقة الكون، من تكوين الذرة إلى حركة الكواكب، وأن أفكار الإنسان هي التي تجذب الأحداث إلى حياته.

الأسس الفلسفية لقانون الجذب #
يقوم قانون الجذب على عدة أسس فلسفية ونفسية، يمكن تلخيصها في النقاط التالية:
- الطاقة الفكرية: الأفكار طاقة
- المسؤولية الكاملة: واقعك من صنع أفكارك
- التركيز والتجسيد: تخيل لتحقق
ينص قانون الجذب على أن الأفكار والمشاعر تحمل طاقة هائلة، وأن هذه الطاقة تجذب ما يشبهها.الأفكار الإيجابية تجذب الإيجابية، والسلبية تجذب السلبية. هذا المبدأ يشبه عمل المغناطيس، حيث يجذب المرء ما يركز عليه.
تحمل هذه الفلسفة الإنسان المسؤولية الكاملة عن واقعه، حيث أن ما يحدث في حياته هو نتاج لأفكاره في الماضي والحاضر.
هذا يعزز فكرة أن الفرد يمتلك قوة داخلية لتشكيل مصيره.
يؤمن هذا القانون بأن كل ما يحتفظ به العقل ويركز عليه، يمكن تحقيقه وتجسيده في الواقع الملموس. يتطلب ذلك تحديد الأهداف بوضوح، التفكير الإيجابي المستمر، والتخيل البناء.
الفرق بين قانون الجذب الفكري والجاذبية الفيزيائية #
من المهم جداً التفريق بين قانون الجذب الفكري وقانون الجاذبية الفيزيائية، فكثيراً ما يقع الخلط بينهما بسبب تشابه التسمية.
| المعيار | قانون الجذب الفكري | الجاذبية الفيزيائية |
|---|---|---|
| الأساس | اعتقاد ميتافيزيقي-نفسي | قانون فيزيائي مُثبت |
| الهدف | جذب الأحداث والظروف عبر الأفكار والمشاعر | جذب الأجسام ذات الكتلة إلى بعضها البعض |
| التأثير | يؤثر على الواقع الشخصي والنفسي | يؤثر على الأجسام المادية في الكون |
| الدليل العلمي | لا يوجد دليل علمي تجريبي قاطع، ويعتبره البعض علمًا زائفًا | مدعوم بالعديد من التجارب والأبحاث العلمية (قانون نيوتن والنسبية لأينشتاين) |
| المفهوم | تتساوى الأفكار مع الطاقة وتجذب ما يشابهها | قوة أساسية في الطبيعة تحدد حركة الأجرام السماوية والأجسام على الأرض |
تاريخ قانون الجذب يظهر أنه دائمًا ما كان موضع جدل، بين مؤيد ومعارض، حيث تتباين وجهات النظر حوله بشكل كبير.
وجهات نظر مختلفة حول قانون الجذب #
علميًا: نقص الدليل التجريبي #
يعتبر الكثيرون أن قانون الجذب علم زائف يفتقر إلى الدليل التجريبي. فعلى الرغم من أن بعض تطبيقاته كالتفكير الإيجابي لها فوائد نفسية مثبتة، إلا أن الادعاءات حول قدرته الكونية لا تستند إلى منهج علمي.
دينيًا: بين التوافق والتعارض #
يرى البعض أنه يتوافق مع الدين كحث على الدعاء والتوكل. بينما يرى آخرون أنه يتعارض مع الإيمان بالقدر وقد يصل إلى الشرك إذا نُسبت إليه قدرة مستقلة عن إرادة الخالق.
فكريًا: أداة تحفيز نفسي #
يمكن تفكيكه إلى عناصر نافعة نفسيًا، مثل تحديد الأهداف والتفاؤل. فالتفكير الإيجابي أداة قوية لتعزيز الدافعية، لكنه لا يغني عن العمل الجاد والتخطيط الواقعي.
الخلاصة
إن تاريخ قانون الجذب يكشف عن مفهوم قديم قدم الحضارات الإنسانية، تطور عبر العصور من الفلسفات القديمة والتعاليم الروحية إلى حركة الفكر الجديد في القرن التاسع عشر، وصولاً إلى شهرته العالمية في القرن الحادي والعشرين.
على الرغم من غياب الدعم العلمي التجريبي له واعتباره علمًا زائفًا من قبل البعض، إلا أن آلاف الأشخاص حول العالم يؤمنون بقوته ويطبقون مبادئه لتحسين حياتهم وتحقيق أهدافهم.
سواء كنت تعتبره حقيقة كونية أو مجرد أداة نفسية لتعزيز التفكير الإيجابي.
فإن فهم أصوله وتطوره يضيف بعدًا أعمق لتأثير الأفكار على واقعنا. الأهم هو الاستفادة من الجوانب الإيجابية للتفكير والتركيز الذهني، مع الحفاظ على نظرة واقعية وعلمية للحياة.
جذوره فلسفية قديمة من الحضارات المصرية واليونانية، وصيغته الحديثة تبلورت مع حركة “الفكر الجديد” في أواخر القرن 19، وانتشر شعبيًا عبر كتب القرن 20 و”السر” (2006).
لا، لا يوجد دليل تجريبي قاطع يدعم ادعاءاته الميتافيزيقية، وتصفه مصادر موثوقة بأنه “علم زائف” في سياقه الكوني.
الجاذبية قانون فيزيائي مُثبت يصف قوى بين الأجسام المادية، بينما “الجذب” الفكري اعتقاد نفسي ميتافيزيقي غير مُختبَر تجريبيًا، ويركز على قوة الأفكار والمشاعر.
تنبّه فتاوى ومقالات إسلامية إلى تعارضه إذا نُسبت له قدرة كونية مستقلة عن إرادة الله، وتربطه ببعض العقائد الباطلة؛ ويُرجع في ذلك للعلماء الموثوقين.
يمكنك تطبيق مبادئه من خلال تحديد أهداف واقعية، ممارسة التفكير الإيجابي، التخيل البناء، وتعزيز اليقين والإيمان، مع الالتزام بالعمل الجاد والخطوات الواقعية.
من أبرز الشخصيات التاريخية ويليام ووكر أتكينسون، نابليون هيل، نورمان فنسنت بيل، وروندا بايرن التي ساهمت في شهرته العالمية بفضل كتابها وفيلم “السر”.
مواضيع مكملة مُختارة لك 6
- حجر الروز كوارتز سرّ الجاذبية والأنوثة الهادئة طاقة حجر الروز كوارتز، سرّ الجاذبية والأنوثة الهادئة، أنه “حجر الحب” الذي يهدّئ العاطفة، يعزّز التعاطف، ويخلق إحساسًا…
- أقوى الأحجار الكريمة للحماية من الحسد والطاقة السلبية تُعدّ أقوى الأحجار الكريمة للحماية من الحسد والطاقة السلبية بمثابة درع طبيعي، حيث تعمل احجار الحماية على امتصاص وتحويل الطاقات…
- افضل 7 احجار كريمه لفتح أبواب الحب والطاقة الإيجابية أفضل 7 احجار كريمه لجذب الحب والطاقة الإيجابية في حياتك هي الكوارتز الوردي، الرودونيت، الجارنيت، حجر القمر، اللازورد،…
- اختبار الشاكرات: كيف تختبر شاكراتك للتوازن الروحي اختبار الشاكرات هو تقييم منهجي لمراكز الطاقة السبعة الرئيسية في جسمك، من الجذر وحتى التاج، يهدف إلى تحديد…
- الشاكرات السبع وكيف يمكنك استخدامها بطريقة صحيحة الشاكرات هي مراكز طاقة حيوية دوارة في جسمك، سبعة منها رئيسية، وتتحكم في تدفق الطاقة الكونية المعروفة باسم…
- كيف تستخدم تقنيات التصور والتخيل في قانون الجذب تقنيات التصور والتخيل في قانون الجذب هي أدوات أساسية لتحقيق أهدافك، تعتمد على برمجة عقلك الباطن لجذب ما ترغب…







